{عَسَى رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ}.قال تعالى: {كَذَالِكَ الْعَذَابُ} لأهل مكة {وَلَعَذَابُ الأَخِرَةِ أَكْبَرُ}وهكذا تكون حالُ مَنْ له بدايةٌ حسنةٌ ويجدُ التوفيق على التوالي، ويجتنبُ المعاصي، فيُعَوضه اللَّهُ في الوقتِ نشاطاً، وتلوحُ في باطنه الأحوالُ , فإذْا بَدَرَ منه سوءٌ دعوى أو تَرْكَ أدبٍ من آداب الخدمة تَنْسَدُّ عليه تلك الأحوالُ ويقع في قرْةٍ من الإعمال فإذا حَصَلَ منه بالعبادات إخلالٌ، ولبعض الفرائض إهمالٌ- انقلب حالُه، ورُدَّ من الوصال إلى البعاد، ومن الاقتراب إلى الاغتراب عن الباب، فصارت صفوتُه قسوةً. وإن كان له بعد ذلك توبة، وعلى مَا سَلَفَ منه ندامة- فقد فات الأمُرُ من يده، وقلَّما يصل إلى حاله.ولا يبعد أن ينظر إليه الحقُّ بأفضاله، فيقبله بعد ذلك رعايةً لما سَلَفَ في بدايته من أحواله.... فإنَّ الله تعالى رؤوفٌ بعباده.قوله جلّ ذكره: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.الذين يتقون الشِّرْكَ والكُفْر، ثم المعاصيَ والفِسُقَ، لهم عند الله الثوابُ والأجْر.قوله جلّ ذكره: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُم كِتََابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ}.كيف تحكمون؟ هل لديكم حجة؟ {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ}؟ أم لكم منا عهود فيها تحكمون؟ والمقصود من هذه الأسئلة نفي ذلك.